Not known Details About حوار مع النخبة



ولكل تلك الملاحظات، فإن الجانب السوداني بحاجة لتدعيم موقفه مع دول أخرى كالصين، إيران، قطر وتركيا؛ لإكمال منظومة التعاون العسكري والاقتصادي، وكلها دول ترتبط بمصالح حيوية وحقيقية مع السودان.

وهنا مرة أخرى، تفسح "النخبة التقليدية" المجال للتيارات الدينية لاستغلال طاقة هؤلاء الشباب، فقد استغلت هذا الخلاف وتم التفاعل مع عدد من هؤلاء الشباب الثائر مرة أخرى.

اليوم، ومع تسارع خطوات توسيع التعاون بين السودان وروسيا بعد مرور أكثر من عام على اندلاع الحرب بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع، تثور أسئلة عدة حول مدى نجاح هذا التقارب وتجاوزه للمخاطر المحيطة به.

وهنا نأتي مرة أخرى للتيارات الدينية، فهذا الجو من الفراغ لمجتمع مدني حقيقي ساهم في انتشارها وتغلغلها. فلم تجد تلك التيارات أمامها مجتمع مدني قوي يؤمن بأنّ "الدين لله والوطن للجميع"، وصار العمل على الدين هو أساس التحول الديمقراطي في هذه الدولة. فمثلًا قد تم إقناع الناس في مصر بأنّ الديمقراطية هي صناديق الاقتراع متغافلين أنّ التشاورية وإدماج الفرق السياسية هي جزء أساسي من العملية الديمقراطية.

والانتباه الواجب هنا هو العمل على ألا يتحول السودان لساحة تكون مسرحًا لحرب بالوكالة تستغلها القوى الدولية المناوئة لروسيا؛ بغرض الاستنزاف وتوسيع جغرافيا المواجهة معها.

ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻧﺨﺐاستوعبت ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻓﺴﺎﺭﻋﺖﺇﻟﻰ الانضمام ﺇﻟﻰ ﻫﻮﻳﺔ ﺍﻟﺰﻣﻦﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺍﻟﺬﻱ ﻣﺜﻠﻪ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﻫﻮﺍﻟﺰﻣﻦﺍﻟﺤﺮ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺨﺐﻟﻌﺒﺖﻭﻻ ﺯﺍﻟﺖﺗﻠﻌﺐﺩﻭﺭﺍ ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻬﺎﻡ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺫﻟﻚلأنها ﺗﻤﺘﻠﻚﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻜﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ تمكنها ﻣﻦﺗﺒﻨﻲ ﺑﻌﺾﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮﺍﻟﺮﺅﻯ والمطالب ﺍﻟﺸﺒﺎﺑﻴﺔ".

نهيان بن مبارك يفتتح الدورة الثانية من منتدى «حوار النخبة»

عندما تحولت المرحلة، ثم تفاعلت "النخبة التقليدية" مع هذه النخبة الجديدة بمفهوم رد الفعل على وجودهم، عادت النخبة التقليدية إلى هؤلاء الشباب معترفة أنهم يمثلون حقًا أوجاع الشارع العربي وآماله، ولكنهم مع ذلك غير قادرين على وضع مشاريع وخطط.

وعلى قادة "تقدم" الذين يعملون كمقاول للمشروع الأجنبي مراجعة أنفسهم والنظر فيما حل بالشعب نتيجة اصطفافهم مع مشروع أجنبي ونصرتهم لمليشيا ضد جيش بلادهم الوطني، وإذا ما اتهموا الجيش بأنه مسيّس فليتذكروا أنه خطأ ارتكبته كل الأحزاب السياسية منذ الاستقلال، ولكن علاجه ممكن.

ولقناعة قادة الحرية والتغيير بأن التحالف الذي سعوا لإسقاطه يمثل التيار الاجتماعي الأوسع، فقد رفضوا تمامًا اللجوء للانتخابات لإنهاء الفترة الانتقالية، مؤكدين أنها ستعيد الإسلاميين للمشهد، ودعمهم في ذلك رئيس بعثة الأمم المتحدة فولكر بيرتس الذي قال في أحد تقاريره: "يجب عدم التسرع في إجراء انتخابات في مثل هذه الظروف".

إلا أن الناشطة المصرية الشابة تنتقد من جانبها نظرة الشباب الأوروبي للشباب العربي قائلة: "إنهم كثيراً ما يتساءلون كيف يمكن أن نساعدكم، لقد قمتم بثورة وأنتم الآن في مرحلة بداية الديمقراطية، فكيف يمكن أن تستفيدوا من تجربتنا؟". لكن سالي ترى أن هذا الأمر يقف عائقاً أمام الحوار الحقيقي، إذ أن الحوار الحقيقي في رأيها لا يجب أن يكون قائماً على جانب أقوى يعلم الجانب الأضعف، بل يكون قائماً على الاحترام المتبادل، وفي رأيها أن الشباب العربي قام بثورة وأصبح في الموقف الأقوى في الوقت الحالي.

نعم، لقد أسست نظرياتهم قواعد التفكير، ولكنها لم تساعدني على فهم الحديث من الأحداث، فتلك النظريات لم تساعدني على فهم ظاهرة مدن الصفيح مثلًا، والعلاقة الواقعية بين الدين والدولة في تلك المجتمعات.

بدوره، عبر ضيف شرف المنتدى الدكتور حسام موافي، أستاذ طب الحالات الحرجة للقلب والأمراض الباطنة بجامعة القاهرة، اتبع الرابط عن سعادته بوجوده على أرض دولة الإمارات التي جعلت من قيم التسامح والتعايش السلمي وقبول الآخر أسلوب حياة، وهذا نهج أصيل في الدين الإسلامي الذي أقر بأن الاختلاف سنة من سنن الله في كونه.

أما التحدي الثالث والأخير؛ فيتعلق بالجانب الاقتصادي. إذ في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهها السودان والتي تتطلب دعمًا عاجلًا قد لا تكون روسيا مهيأة له بما تواجهه من كلفة عالية للصرف على جبهة القتال في أوكرانيا.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *